أسرتك

حينما تحضر المرأة المغربية في لحظة احتفاء بأعلام من ذاكرة فرجتنا الفنية

سمير السباعي
يشكل الاحتفاء بأعلام مغربية ساهمت و لا تزال في تشكيل مساحات من الممارسة الفنية ببلادنا، مناسبة ليس فقط للاعتراف بمسار هذا العلم الفني أو ذاك و ما راكمه من محطات طويلة من الإنجاز و الفعل الثقافي لعقود طويلة، وإنما أيضا لتثمين جزء من ذاكرتنا الفنية و التعريف بها لصالح الشباب و الأجيال الصاعدة في بلادنا اليوم بما يحقق تشكيل جسور من التواصل المنتج المؤمن بالاستفادة من تجارب رواد أسسوا مساراتهم الإبداعية في ظرفية تاريخية ببلادنا كان الشرط الشبه وحيد فيها لممارسة الثقافة و الفن هو المبادرة الذاتية والتضحية و التكوين المباشر في الميدان . ضمن هذا السياق و في إطار فعاليات مهرجان النور السينمائي بالدار البيضاء الدورة السادسة المنظم في الفترة ما بين 25 و 31 ماي 2024 بعدد من الفضاءات الثقافية و المؤسسات التعليمية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة.، والذي تشرف على تنظيمه جمعية معالم النور للثقافات و الفنون بشراكة مع المركز السينمائي المغربي و مجلسي مقاطعتي سيدي مومن و عين السبع و رابطة جمعيات سيدي مومن و عدد من المؤسسات العمومية و المدنية الأخرى، تم مساء يوم السبت 25 ماي 2024 بفضاء المركب الثقافي أبي عنان بالبيضاء و في إطار حفل افتتاح هذه الدورة تخصيص مساحة تكريم و احتفاء ببعض الأسماء الفنية ببلادنا كان أبرزهم أحد أعمدة الفن المسرحي و التلفزيوني و السينمائي المغربي، الفنان صلاح الدين بنموسى في لحظة وفاء و عرفان بمسار تجربة فنية انطلقت منذ ستينات القرن الماضي جعل من خلالها بنموسى خشبة المسرح الفضاء الأول، الذي عانق عبره أنفاس الفن و التمثيل خاصة مع الراحل الطيب الصديقي بالمسرح البلدي. قبل أن ينطلق في سماء الصورة كمشارك في عدد من الأعمال السينمائية و التلفزيونية التي لازالت حاضرة في وجدان الفرجة الشعبية عند كثيرين من المغاربة كمسلسل حوت البحر. وقد أشار صلاح الدين بنموسى في كلمة له بالمناسبة إلى اعتزازه بهذه اللحظة التي تكرم حسب قوله تضحيات جيل بأكمله من الفنانين الذين ناضلوا من أجل التأسيس للفن المغربي خاصة المسرحي منه، أمثال الراحلين محمد مجد و حبيبة المذكوري و الفنان مصطفى الزعري طريح فراش المرض الآن و آخرين. وقد شكل حفل الافتتاح لهذا العرس السينمائي أيضا لحظة لتكريم الفنانة زهور سليماني التي رسمت بدورها مسارا فنيا خاصا تناغم نوعا ما مع تجارب الرواد المؤسسين و أسس هو الآخر مساحة فنية في سماء الفعل الثقافي المسرحي والتلفزيوني و السينمائي ببلادنا، خاصة عبر أدوار لازالت محفورة في ذاكرة المشاهد المغربي (دور فليفلة) . و لا ننسى أن اللقاء كان مناسبة أيضا للاحتفاء بتجربة فنية خاصة أسس لها المخرج المغربي الشاب عزيز مكروم الذي اختار فقدانه لحاسة البصر كبؤرة لتفجير طاقاته الفنية، سواء في المسرح مع الراحل عفيفي أو في التلفزيون و السينما لكن هذه المرة من موقع المخرج. و قد سبق لمكروم أن صرح على هامش لقاء خاص و مفتوح مع جمهور المهرجان بأن عنصر التخييل و التناغم مع باقي مساحات المتدخلين في العمل الفني المصور من ممثلين و كتاب سيناريو، هو ما جعله يؤمن و بعد يدافع بقوة عن حقه في الإمساك بمقعد المخرج حتى خاصة بعد أن حصل على تكوينات أكاديمية في هذا المجال خارج أرض الوطن و إن كان فاقد لحاسة البصر. وهو ما أنجح نسبيا مساره لحد الآن خصوصا مع إنجازه لعدد من الأفلام كنقطة نظام الذي شاركت في تمثيله الفنانة سعاد صابر. و قد تم تسليم تذكارات و شواهد تقديرية من طرف حنان سكاكني رئيسة المهرجان المنظم للتكريم بالإضافة إلى كلمات احتفائية شاركت من خلالها بعض الأسماء كالفنانة فتيحة وتيلي و المنشط جواد مرزوق في تثمين عطاءات المحتفى بهم وسط تفاعل الجمهور الحاضر مع هذا الاعتراف بمسارات فنانين بصموا لسنوات و من خلال تجاربهم الذاتية على جزء مهم من مساحة الفن المغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى