أسرتك

كيفية التعامل مع الطفل كثير البكاء

نتأثر جميعًا ببكاء الأطفال، لكن ماذا لو كان الطفل يبكي في كل الأوقات، قد يصبح الأمر مزعجًا للغاية أن يواجهكِ الطفل بالبكاء كلما حاولتِ مواجهته أو تقويمه، وفي كثير من الأحيان قد يبكي طفلكِ لأتفه الأسباب من مجرد كلمة تقولينها، أو نظرة منكِ ومن أبيه، أو ربما تصرف طفولي طبيعي من الشقيق الأكبر، والأطفال لديهم القدرة على المثابرة والاستمرار في البكاء مدة طويلة ومتواصلة، الأمر الذي قد يفقدكِ أعصابك ويدفعكِ للصراخ على الطفل حتى يتوقف، وهو ما قد يواجهه الطفل بمزيد من العناد والاستمرار في البكاء، وإذا كنتِ تتساءلين عن كيفية التعامل مع الطفل كثير البكاء فسنجيبك في السطور الآتية:

كيفية التعامل مع الطفل كثير البكاء.

إذا كان البكاء لابتزازكِ لتغيير موقفكِ في رفض طلب يطلبه فلا يوجد تـرضخـى لابتـزازه، ولا تتنازلي مهما كانت الأسباب ومهما زاد بكاؤه أو طال؛ لأن ذلك هو أول ما يرسخ لديه أن البكاء هو الوسيلة الأنجح.

اذا أعلن عن رفضه أو ضيقه بطريقة غير البكاء والزن عليكِ أن تكافئيه بالمدح والعناق والقبلات بينكما أولًا، ويجب أن تتحدثي عن سلوكه المحمود أمام الآخرين أيضًا.

اطلبي منه عند البكاء الدخول لغرفته والتفكير في سبب البكاء وتهدئة نفسه، ثم يأتي إليكِ بعدها لتتفاوضا. اشرحي له كيف يجب أن يطلب الطلب أو أن يرفض شيئًا لا يرغبه أو أن يفاوضك فيما يريد بطريقة جيدة تناسب سنه، وأن البكاء دون سبب للأطفال، لكن لا تقولي له “الراجل ما يبكيش” لأن الرجل يبكي لكن يجب أن تكون أسباب البكاء مهمة ومناسبة للسن، فلا يجب أن يكون البكاء كما لو كان طفلًا رضيعًا على كل شيء. إذا رفضتِ شيئًا رفضًا قاطعًا ولكِ أسبابكِ فعليكِ أن تجدي له البديل، فإن رفضتِ مشاهدته للتلفاز لأن الفترة المحددة له يجب ألا تتعدى ساعتين مثلًا وقد انتهت الساعتان، أو لأن البرنامج المعروض غير مناسب له، فعليكِ أن تجدي له البديل، مثل: الرسم، والتلوين، والاستماع إلى الموسيقى، وغير ذلك.

لا تضغطي عليه وتطالبيه بأكثر من مقدرته، كأن تجبريه على المذاكرة وهو متعب وغير ذلك.

لا تتوتري أو تبادليه الصراخ فيزداد بكاؤه، بل اتركيه يبكي واتركي أنتِ الغرفة إن استطعت، ولكن تابعيه خاصةً لو كان في سن صغيرة أو كانت نوبات غضبه عارمة، حتى لا يجرح نفسه أو يخرب شيئًا.

كوني حازمة، وانظري في عينيه مباشرةً وعلى مستوى نظره أي أجلسيه أمامك أو على ساقيكِ، واطلبي الطلب مرة واحدة فقط بحزم وأظهري ضيقك إن لم ينفذ، وأظهري تعبير الضيق والاستغراب من سلوك الطفل لتصل له الرسالة عن التصرف الصحيح.

أسباب بكاء الطفل دون سبب

في أول عامين من عمر الطفل يكون البكاء لغة للتعبير عن الجوع أو الحر أو الضيق أو الرغبة في تبديل الملابس أو ربما حتى الاشتياق عند غياب الأم والأب، لكن بعد تمام العام الثاني يكتسب الطفل أدوات تعبيرية مختلفة مثل الكلام وغيره ويصبح لديه شخصية أكثر استقلالًا، لذا فإن استمرار الطفل على حل مشكلاته بالبكاء بعد سن عامين مشكلة سلوكية يجب تقويمها وتعلم كيفية التعامل مع الطفل كثير البكاء.

إن استسلام الأبوين وتساهلهما مع بكاء الطفل وغضبه غير المبرر ليس مقبولًا على الإطلاق؛ لأنهما بذلك يتسببان في تدليله وإفساده أو قد يكونان سببًا في ضعف شخصية الصغير وعدم إكسابه القدرة على مواجهة الصعاب، وفي هذه الحالة يصبح السبب الحقيقي وراء بكاء الصغير أحد سببين لا ثالث لهما: الابتزاز: ابتزاز الصغير لأبويه دون وعي منه هو مجرد وسيلة اعتادها للحصول على ما يريده، وهو جذب انتباه أبويه أو إثنائهما عن عزمهما على قرار ما.

ضعف الصغير أمام أي مشكلة يواجهها: نتيجة تدليل الطفل الزائد والقيام بالأمور بالنيابة عنه، لذا فإن تجنيب الطفل مواجهة ضغوط الحياة العادية التي يعانيها كل الأطفال في عمره ليس حلًا.

في الحالتين فإن الأبوين بذلك يسيئان لطفلهما دون وعي منهما، والنتيجة طفل مبتز أو طفل مدلل للغاية. لذا حتى تتجنبي ذلك، هناك بعض الأخطاء التي قد تقعين فيها عند تعديل سلوك الطفل حاولي تفاديها، سنذكرها لكِ فيما يلي.

أخطاء عند تعديل سلوك الطفل

في كثير من الأحيان حتى مع محاولاتنا تربية أطفالنا بطريقة صحيحة قد نقع في أخطاء دون قصد وتأتي بنتائج عكسية، وعلى الرغم من أنه لا يُوجد طريقة واحدة عند اعتماد كيفية التعامل مع الطفل كثير البكاء أو فهناك بعض الأخطاء الشائعة التي تقع فيها الأمهات عند تعديل سلوك الطفل، التي سنتعرف إليها فيما يأتي: التركيز على السلوك السلبي للطفل: في حين أنه من الطبيعي التركيز على السلوك السلبي لطفلك فإن القيام بذلك بشكل مباشر يزيد الأمر سوءًا، فمشكلة التركيز على السلوك السلبي وعدم تعليم طفلك السلوك الإيجابي المتوقع منه، لذا الأفضل من أن تأمريه بالتوقف عن الصراخ وأن تخبريه لا أستطيع سماعك ومعرفة ماذا تريد لذا سنتحدث عندما تهدأ.

التعامل مع الطفل بقسوة: الانضباط والحب يسيران معًا، ويخطئ بعض الأمهات باستخدام القسوة مع الأطفال في أثناء إرشادهم، وتشير الإبحاث إلى أن الطريقة الأكثر فاعلية لتقليل سلوكيات الطفل الخاطئة تقوية علاقتك بطفلكِ واحتوائه، إذ تؤثر العلاقة التي تربطكِ بطفلكِ في سلوكه، وهذا ليس كل شيء، فالأطفال في الأُسر التي تقضي وقتًا معًا يكون لديهم نتائج اجتماعية وأكاديمية ونفسية أفضل، والعائلات المتماسكة أكثر قدرة على التعامل مع تحديات الحياة. التعامل مع الطفل في لحظة الغضب: إذا شعرت بالغضب من سلوك طفلكِ لا تواجهي الطفل وقتها لأنكِ تكونين تحت تأثير غضبكِ، الأمر الذي قد يُترجم في صورة صراخ وتعنيف للطفل، والأفضل الانتظار عدة دقائق أو الذهاب لغرفة أخرى حتى تهدأ ثروة غضبك ِولا تفرغيها على طفلكِ.

عدم الانتظام على العقاب: أن تعاقبي الطفل على سلوك اليوم وتتجاهليه غدًا يعطي الطفل رسائل مختلطة، فلا يعي ما التصرف الخاطئ وما التصرف السليم ويشعر بالتشتت، لذا التزمي بالعقاب في حال تصرف الطفل تصرفًا خاطئًا، فوجود حدود واضحة يسهل على طفلكِ فهم ما هو متوقع منه.

و لا تظني أبدًا أن بكاء الطفل سلوك عادي، بل يجب أن يُوضع في مساره الصحيح، والتعامل معه بحزم وحنان في آنٍ واحد لتقويم سلوكه وتربيته على أسس سليمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى