التربيةمنوعات

ضبط الانفعالات النفسية في السنة النبوية

 

تُعتبر الانفعالات حالات نفسية عاطفية تؤثر على سلوك الإنسان، حيث تظهر نتيجة لعوامل داخلية أو خارجية، وقد تكون إيجابية كالحب والسعادة، أو سلبية كالغضب والخوف. وكون الانفعالات جزءًا أساسيًا من طبيعة الإنسان، فإن الإسلام، وخاصة السنة النبوية، قد اهتم بإدارتها وتوجيهها بما ينفع الفرد والمجتمع.

أهمية الانفعالات

تكتسب الانفعالات أهميتها من كونها دافعة للنشاط والسلوك البشري، فهي تُشكل كيفية تفاعل الإنسان مع محيطه، وقد تؤثر سلبًا أو إيجابًا في حياته، لذلك كان من الضروري توجيهها بشكل صحيح.

انفعال الحب

الحب هو انفعال مهم يتجلى في محبة الله ورسوله، حيث يُعتبر أساسًا لبناء العلاقات الإنسانية. فقد ورد في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يحب المرء لا يحبه إلا لله». كما جاء في سنن الترمذي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بطلب حب الله وحب من ينفعه حبهم عند الله.

تشجع السنة النبوية على نشر المحبة بين الناس، ففي الحديث: «أفشوا السلام بينكم»، مما يعزز من أواصر الأخوة والتعاون.

انفعال الخوف

الخوف انفعال فطري له ميزات إيجابية، حيث يمكن أن يدفع الشخص إلى الطاعة والاجتهاد. وفي السنة النبوية، يُوجه الخوف نحو الخوف من الله، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل». كما يُظهر الحديث عن السبع الذين يظلهم الله في ظله أهمية الخوف من الله كوسيلة لحماية النفس.

انفعال الغضب

الغضب هو انفعال طبيعي، ولكن يجب ضبطه، لأنه قد يقود البعض إلى الاندفاع في تصرفات غير ملائمة. حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغضب، حيث قال: «لا تغضب»، مشيرًا إلى أن هذا الانفعال يُشوش التفكير. وقد منع الرسول صلى الله عليه وسلم الغضبان من اتخاذ القرارات من أجل تجنب الأحكام غير العادلة.

انفعال الكره

الكره، على الرغم من كونه شعورًا بشريًا، يُعتبر سلبيًا في معظم الأحيان. وقد حثت السنة النبوية على الابتعاد عن البغضاء والتنافذ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء». يُوجب الإسلام على المسلم تجنب الكراهية، حيث تسبب هذه المشاعر في تدمير العلاقات والمجتمعات.

الخاتمة

الانفعالات جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، وفي السنة النبوية توجيهات واضحة للتحكم بها وتوجيهها نحو ما ينفع الفرد والمجتمع. على المسلم أن يسعى لضبط انفعالاته وتوجيهها إلى السلوكيات الإيجابية، مما يعكس حقيقة العبودية والطاعة لله. وبذلك يُمكن للفرد أن يعيش حياة متوازنة ومليئة بالمعاني والقيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى