فن

المهرجان الوطني للفنون الشعبية .. إيقاعات تراثية وأهازيج فلكلورية

فدوى أبو الحسن ( صحافية متدربة)

عاشت ساحة جامع الفنا بالمدينة الحمراء، مساء أمس الجمعة، على إيقاعات موسيقية متنوعة وأهازيج فلكلورية تعكس غنى وتنوع التراث الثقافي المغربي الأصيل، وذلك ضمن فعاليات النسخة ال53 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية المقامة إلى غاية 8 يوليوز الجاري.
وإستمتع الجمهور الغفير المتوافد على هذه الساحة التاريخية، بعروض فنية غنية بالألوان الموسيقية المتنوعة والرقصات الشعبية قدمتها فرق تمثل مختلف مناطق المملكة لتمتزج مع العروض اليومية التي تشهدها الساحة في أجواء احتفالية أثثت ليالي صيف المدينة الحمراء الساحرة.

وألهبت الفرق التي تعاقبت على الصعود للمنصة من « الدقة المراكشية » و »التقيتقات »، و »الفرقة النسائية لحضارات الصويرة »، و »الحوزي »، و »أحيدوس الأطلس المتوسط »، و » فرقة الكدرة »، و »فرقة اللعابات »، و »أحواز أولوز »، حماس جمهور من مختلف الآفاق من ساكنة المدينة وزوارها من السياح المغاربة والأجانب غصت به جنبات ساحة جامع الفنا لترسم لوحة فنية متفردة تعكس الخصوصيات الفنية للهوية الثقافية المغربية، وغنى وأصالة الموروث الفني.

وشكلت هذه الأمسية الغنية بالألوان الموسيقية والتراثية، فرصة لتقريب التراث الفني الشعبي المغربي إلى أكبر عدد من المواطنين لضمان استمراريته وتلقينه للشباب، وكذا التعريف به لدى السياح الأجانب وإشراكهم في الفرجة الجماعية التي تعيشها المدينة الحمراء في إطار ليالي المهرجان الوطني للفنون الشعبية.

ويشارك في فعاليات الدورة ال 53 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية المنعقدة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من جمعية الأطلس الكبير وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية جهة مراكش آسفي وعدد من الشركاء الآخرين، حوالي 800 فنان وفنانة يمثلون أزيد من 30 فرقة فلكلورية من مختلف جهات المملكة، وكذا فرق أجنبية يمثلون بوركينافاصو، أندونيسيا ،والصين كضيفة شرف.

وتتميز هذه النسخة بتخصيص منصتين للفرجة والاستمتاع بكل من ساحة جامع الفنا القلب النابض لمراكش، وساحة جنان الحارثي، وقصر الباهية الذي يحتضن فقرات « ليالي موضوعاتية » احتفاء بأصناف من الفنون الشعبية من بينها فن أحواش الأطلس الكبير، وفن الراي، والركادة لجهة الشرق.

ويقول المنظمون إن “الإيقاعات والرموز الخالدة” ليس مجرد شعار، بل “دعوة للانغماس في تاريخ المغرب الحي”، و”احتفاء بالهوية الوطنية من خلال الموسيقى والرقص والغناء والحرف اليدوية”، بشكل يصير معه المهرجان “احتفاء بالهوية الوطنية، يغنى على إيقاعات المهارات والقصص التي عبرت العصور، مؤكدا الأهمية الحاسمة للحفاظ على هذه التعبيرات الثقافية وترسيخها”.

لذلك، يشدد المنظمون على أن الفن المغربي، بكل روعته، يبقى “ركيزة للهوية الوطنية، رابطاً لا ينقطع، يجمع القلوب حول جوهر تراثهم الراسخ الذي لا يتغير”.

وتتميز الفنون الشعبية المغربية بالتعددية التي تتجلى في اللهجات المختلفة والإيقاعات والتعابير الجسدية والموسيقية المتنوعة، والتي لها بعدها الثقافي والميثولوجي العميق.

وإذا كانت الفنون الشعبية، في المغرب، تشكل جزءاً من الحياة اليومية للمغاربة ومرجعية للهوية الوطنية، فإن المهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي انطلق، في دورته الأولى، سنة 1960 تحت مسمى “مهرجان فولكلور مراكش”، ظل يشكل، حسب عدد المتتبعين، شهادة للوحدة في التنوع، من خلال تقديم ثقافة تتشكل من ثلاثة مكونات أساسية، عربية وأمازيغية وأفريقية، تعتني بالموروث المتوسطي والآثار الأندلسية، فيما تنفتح باستمرار على الثقافات الأخرى، من دون أن تفقد أصالتها.

كما يتم الاحتفاء بمراكش وفنونها من خلال تقديم عرض في اليوم الأخير من المهرجان موسوم ب « الانسجام بين الفن المغربي الأصيل والفن المغربي العصري » يلقيه الفنان فؤاد الزبادي، إلى جانب عودة فقرة « ليلة النجوم » التي سيتم فيها تكريم الفنان والملحن نعمان لحلو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى