أسرتك

الخلافات الزوجية وتأثيرها على الأبناء

مهما كانت درجة الحب والانسجام بين الزوجين عالية ، سنجد أنه لا يوجد بيت أسري في العالم يخلو من الخلافات الزوجية بل والمشادات في بعض الاحيان . لكن حينما يتحول الشِجار إلى طقس طبيعي يمارسه الأب والأم، وتحدث المشاكل الزوجية أمام الأطفال دون مراعاة للآثار السلبية المدمرة له على نفسيتهم، ينبغي أن ندق جميع أجراس الخطر والإنذار.

فالأطفال ينتبهون بشدة إلى كل ما يخص مشاعر الوالدين لأنهم مصدر شعوره بالأمان داخل الأسرة. وعليه فإنه حينما تكثر المشكلات الزوجية بين الزوجين وتصبح مشاعرهما سلبية ومدمَرة دائمًا، يقع ضرر مباشر على الأبناء قد يدوم مدى الحياة.

فعلى الصعيد الخارجي، سنجد أن هؤلاء الأطفال يكونون أكثر عنفًا وعدوانية من غيرهم، كما أنهم من الناحية الداخلية والنفسية يكونون أقل تقديرًا لأنفسهم، وأكثر عُرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب، وفي الحالات الحادة قد يسيطر عليهم المشاعر الانتحارية.

أبرز الاثار السلبية للخلاف بين الزوجين على الأبناء :

-انعدام شعور الأطفال بالأمان العاطفي: تحد النزاعات المستمرة بين الآباء والأمهات من شعور الأطفال بالأمن حول استقرار الأسرة، لأنهم يتخوفون دائمًا من إمكانية وقوع الطلاق بين الوالدين، كما أنهم يفتقدون الشعور بالحياة الطبيعية بسبب كثرة نشوب الخلافات في المنزل.

– تدهور علاقة الوالدين بالأبناء: تتسبب المشكلات الزوجية الحادة في إصابة الوالدين بالقلق والتوتر، وهو ما يمنع الطرفين من قضاء وقت كافٍ وجيد مع الأطفال، كما أنهما حينما يجتمعان مع الصغار لا يتعاملون معهم بدفء ومودة لأن الغضب والإزعاج يكون مسيطرًا على كليهما.

– الإضرار بصحة الأبناء الصحية والنفسية: كلما حضر الأطفال الخلافات الحادة التي تقع بين الأب والأم، زاد إحساسهم بالقلق والتوتر والإجهاد، وهي أمور تؤثر على سلامتهم الجسدية والنفسية وتجعلهم عرضة للإصابة بالاكتئاب، كما أنها تتعارض مع التطور الطبيعي والصحي لهم.

-انخفاض التحصيل الدراسي والمعرفي للأطفال: فالشجار بين الوالدين قد يُضعف تحصيله الدراسي والمعرفي، كما أن هؤلاء الأطفال يكون لديهم صعوبة أكبر في تنظيم انتباههم وعواطفهم، وفي سرعة حل المشكلات.

– المعاناة من مشكلات في علاقتهم بالآخرين: مع تعرض الأطفال إلى الخلافات الزوجية بصفة مستمرة تتزايد لديهم فرص التعامل بعدوانية مع الآخرين، وقد يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في الحفاظ على علاقات صحية مع المحيطين بهم عندما يكونون أكبر سنًّا

-صعوبة في تحديد الأشخاص الذين يتعين عليهم الوثوق بهم.

– زيادة خطر الإصابة باضطرابات الأكل: ربطت العديد من الدراسات بين اضطرابات تناول الطعام وبين الخلافات الزوجية، إذ يصاب الأطفال الذين يعانون من هذا الوضع إما من فقدان الشهية تجاه الطعام .

كيفية الحد من الخلافات الزوجية أمام الأبناء ؟

– احرصي على فتح الحديث مع زوجك والسماح له بالتعبير عما يدور داخله، مع إظهار التعاطف والتفهم لكل ما يقوله.

– افترضي في تصرفات شريك حياتك أفضل النوايا وأحسنها، وذكري نفسك دائمًا بمقدار الحب الذي يحمله كل واحد منكما للآخر.

-تذكري دائمًا أنكِ وزوجك فريق عمل واحد وأنكما غير متنافسين، وبالتالي عليكما وضع جميع الأوراق التي تخص الأسرة على الطاولة ومناقشتها واتخاذ قرار بشأنها معًا.

-تجنبي نقد شريك حياتك وإلقاء اللوم عليه في المواقف السلبية، و كل الأشياء التي تودين التصريح بها لشريك حياتك، سواء كانت إيجابية أو سلبية، يمكنك قولها له بلطف واحترام.

وبطبيعة الحال لن تخلو الحياة من الخلافات الزوجية، لكن من المهم أن يعي الآباء والأمهات أنه عند نشوب المشاكل الزوجية أمام الأطفال، ينبغي عليهم معالجتها بهدوء ودون انفعال وعدم التوقف عندها، لكي لا تؤثر على الأبناء بشكل كارثي قد يبقى معهم طوال حياتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى